فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن زنجلة:

7- سورة الأعراف:
{قليلا ما تذكرون}.
قرأ حمزة والكسائي وحفص قليلا ما تذكرون بتخفيف الذال وقرأ الباقون بالتشديد والأل تتذكرون من خفف حذف إحدى التاءين وهي الثانية وهما زائدتان إلا أن الأولى تدل على معنى الاستقبال والثانية إنما دخلت على معنى فعلت الشيء على تمهل نحو قولك تفهمت الشيء أي أخذت على مهل ومن شدد أدغم التاء في الذال لقرب مكان هذه من مكان هذه.
وقرأ ابن عامر {قليلا ما يتذكرون} بياء وتاء أي قليلا ما يتذكرون هم وكذلك مكتوب في مصاحفهم.
{قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون 25}.
قرأ حمزة والكسائي بن عامر {ومنها تخرجون} بفتح التاء جعلوالفعل لهم لأن الله جل وعز إذا بعثهم يوم القيامة فأحياهم وأخرجهم خرجوا كما تقول مات فلان فتنسب الفعل إليه وإنما أماته الله وحجتهم قوله فيها تحيون وفيها تموتون على تصيير الفعل لهم فكذلك أيضا ومنها تخرجون على ما تقدمه من الكلام وفي التنزيل ما يدل على قراءتهم وهو قوله وإذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون بالفتح.
وقرأ الباقون تخرجون بالضم على ما لم يسم فاعله وحجتهم إجماع الجميع على قوله ثم إنكم يوم القيامة تبعثون على أنهم مفعولون ولم يسم الفاعل والمعنيان يتداخلان لأن الله إذ أخرجهم خرجوا وإذا خرجوا ف بإخراج الله خرجوا فهم فاعلون مفعولون.
{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير 26}.
قرأ نافع وابن عامر والكسائي {وريشا ولباس التقوى} بالنصب عطفوا على الريش المعنى وأنزلنا عليكم لباس التقوى.
وقرأ الباقون بالرفع قال الزجاج ورفعه على ضربين أحده أن يكون مبتدأ ويكون ذلك من صفته ويكون خير خبر الابتداء المعنى ولباس التقوى المشار إليه خير ويجوز أن يكون ولباس التقوى مرفوعا بإضمار هو المعنى وهو لباس التقوى أي وستر العورة لباس المتقين وحجتهم ما جاء في التفسير قيل ولباس التقوى أفضل من الأثاث والكسوة وجاء أيضا ولباس التقوى الحياء.
{قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة 32}.
قرأ نافع خالصة يوم القيامة بالرفع أي هي خالصة للذين آمنوا قال الزجاج قوله خالصة خبر بعد خبر كما تقول زيد عاقل لبيب فالمعنى قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة.
وقرأ الباقون خالصة نصبا على الحال كما تقول المال لزيد خالصا.
{قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون 38}.
قرأ أبو بكر قال لكل ضعف ولكن لا يعلمون بالياء إخبار عن غيب المعنى ولكن لا يعلم كل فريق مقدار عذاب الفريق الآخر.
وقرأ الباقون بالتاء أي ولكن لا تعلمون أيها المخاطبون ما لكل فريق منكم من العذاب ويجوز والله أعلم ولكن لا تعلمون يا أهل الدنيا مقدار ذلك.
{إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء 40}.
قرأ أبو عمرو لا تفتح بالتاء والتخفيف وقرأ حمزة والكسائي بالياء والتخفيف وقرأ الباقون بالتاء والتشديد وحجة التاء قوله وفتحت أبوابها ذهبوا إلى جماعة الأبواب وحجة من قرأ بالياء هي أنه لما فصل بين المؤنث وبين فعله بفاصل صار الفاصل كالعوض من التأنيث والتذكير والتأنيث في هذا النوع قد جاء بهما التنزيل فمن الأول قوله لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ومن التأنيث قوله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ولو ذكر أما وأنث فعل اللحوم كان جائزا حسنا.
فأما التشديد فإنه من التفتيح مرة بعد مرة أخرى وهذا هو المختار لأنها جماعة وحجتهم قوله مفتحة لهم الأبواب ولم يقل مفتوحة وقال وغلقت الأبواب ومن خفف دل على المرة الواحدة ومعنى قوله لا تفتح لهم أبواب السماء أي لا يستحاب لهم دعاؤهم فتفتح لهم أبواب السماء وقد ذكرت في تفسير القرآن.
{قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين 44}.
قرأ الكسائي قالوا نعم بكسر العين حيث كان وحجته ما روي في الحديث أن رجلا لقي النبي صلى الله عليه وسلم وآله بمنى فقال أنت الذي يزعم أنه نبي فقال: نعم بكسر العين وروي أيضا أن عمر سأل رجلا شيئا فقال نعم فقال قل نعم إنما النعم الإبل وقرأ الباقون نعم بالفتح وهما لغتان.
قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو والقواس عن ابن كثير أن لعنة الله أن خفيفة لعنة الله رفع.
وقرأ الباقون أن بالتشديد لعنة نصب.
من خفف فله مذهبان أحدهما أنه أراد أن الخفيفة عن أن الثقيلة كما قال جل وعز: {أن لا يقدرون على شيء} أراد أنهم والثاني بمعنى أي التي هي تفسير كأنها تفسر لما أذنوا به أراد فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله وهذا حكاه الخليل وحجة التخفيف قوله ونودوا أن تلكم الجنة وأن سلام عليكم ولم يقرأ أحد أن تلكم ولا أن سلاما.
{يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره 54}.
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر يغشي الليل النهار بالتشديد وفي الرعد أيضا من غشى يغشي أي يغشي الله الليل النهار وحجتهم أن هذا فعل يتردد ويتكرر وذلك أن كل يوم وكل ليلة غير اليوم الآخر وغير الليلة الأخرى فالتغشية مكررة مردودة لمجيئها يوما بعد يوم وليلة بعد ليلة وفي التنزيل فغشاها ما غشى.
وقرأ الباقون بالتخفيف وحجتهم قوله فأغشيناهم فهم لا يبصرون وقال كأنما أغشيت وجوههم قطعا ولم يقل غشيت.
قرأ ابن عامر والشمس والقمر والنجوم مسخرات بالرفع جعل الواو واو حال كما تقول لقيت زيدا ويده على رأسه أي رأيته في هذه الحال فكذلك قوله يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر أي حالهما التسخير وكذلك والنجوم مسخرات ويجوز أن يكون والشمس والقمر رفعا على الابتداء والخبر مسخرات.
وقرأ الباقون بالنصب على إضمار خلق لأنه لما قال قبلها إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض ثم قال والشمس والقمر دل على أن المعنى وخلق الشمس والقمر كما خلق السموات والأرض.
{وهو الذي يرسل الريح بشرا بين يدي رحمته 57}.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو نشرا بين بضم النون والشين جمع نشور كقولك صبور وصبر وعجوز وعجز ورسول ورسل قال اليزيدي العرب تقول هذه رياح نشر مثل قولك نساء صبر قال أبو عبيد الريح النشور التي تهب من كل جانب وتجمع السحابة الممطرة وقال غيره الريح النشور التي تنشر السحاب.
وقرأ الباقون نشرا بضم النون وسكون الشين أراد نشرا فخفف مثل رسل ورسل.
وقرأ حمزة والكسائي نشرا بفتح النون وسكون الشين قال الفراء النشر من الرياح الطيبة اللينة التي تنشئ السحاب فكأن الفراء ذهب إلى أن النشر صنف من صنوف الرياح ونوع من أنواعها.
وقال آخرون يجوز أن يكون قوله نشرا مصدر نشرت الريح السحاب نشرا فكأن معنى ذلك على هذا التأويل وهو الذي يرسل الرياح ناشرة للسحاب ثم اكتفى بالمصدر عن الفاعل كما تقول العرب رجل صوم ورجل فطر أي صائم.
قال أبو عبيدة وحجته في هذه القراءة قوله والناشرات نشرا.
وقرأ عاصم بشرا بالياء وإسكان الشين أخذه من البشارة وحجته قوله ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وذلك أن الريح تبشر بالمطر وكان عاصم ينكر أن تكون الريح تنشر وكان يقول المطر ينشر أي يحيي الأرض بعد موتها يقال نشر وأنشر إذا أحيا.
{ما لكم من إله غيره 59}.
قرأ الكسائي ما لكم من إله غيره بالخفض جعله صفة ل إله ولموافقة اللفظ المعنى.
وقرأ الباقون ما لكم من إله غيره بالرفع أي ما لكم إله غيره ودخلت من مؤكدة وهو المختار على مذهب التحقيق لأن غير إذا كانت بمعنى إلا جعلت على إعراب ما بعد إلا وأنت قائل ما لكم من إله إلا الله ولو جعلت مكان إلا غير رفعته والاستثناء بعد الجحد تحقيق.
{أبلغكم رسالت ربي 62}.
قرأ أبو عمرو أبلغكم رسالات بالتخفيف من أبلغ يبلغ.
وحجته قوله: {لقد أبلغتكم رسالات ربي} فرد أبو عمرو ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
وقرأ الباقون أبلغكم بالتشديد وحجتهم قوله تبارك وتعالى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وقال الذين يبلغون رسالات الله وهما لغتان مثل عظمت الأمر وأعظمته.
{قال الملأ الذين استكبروا من قومه 75}.
قرأ ابن عامر في قصة صالح وقال الملأ الذين استكبروا من قومه بزيادة واو كذلك في مصاحفهم.
وقرأ الباقون بغير الواو فمن قرأ بالواو عطفه على ما قبله ومن قرأ بغير الواو ابتدأ بغير عطف.
{إنكم لتأتون الرجال 81}.
قرأ نافع وحفص إنكم لتأتون الرجال بكسر الألف على الخبر.
وقرا ابو عمرو ءاينكم بهمز ثم بمد بعد الهمز أصل الكلمة إنكم ثم دخلت همزة الاستفهام وصار أئنكم فاستثقل الجمع بين الهمزتين فأدخل بينهما ألفا ليبعد المثل عن المثل ويزول الاجتماع فيخف اللفظ فصار ءائنكم ثم لين الثانية فصار ءاينكم وحجته أن العرب تستثقل الهمزة الواحدة فتخففها في أخف أحوالها وهي ساكنة نحو كأس وبأس وتقلبها ألفا فإذا كانت تخففها وهي وحدها فأن تخففها ومعها مثلها أولى.
وقرأ ابن كثير أينكم بهمزة واحدة غير مطولة وهو أن تحقق الأولى وتخفف الثانية والثانية إذا خففت جعلت بين الهمزة وبين الحرف الذي عنه حركة الهمزة وهو هاهنا همزة مكسورة والأصل إنكم ثم دخلت همزة الاستفهام فصار أئنكم ثم لين الثانية فصار أينكم.
قرأ ابن عامر في رواية هشام ءائنكم بهمزتين بينهما مدة وهو أن تزاد الألف بين الهمزتين ليبعد المثل عن المثل فيخف اللفظ بالهمزتين مع الحائل بينهما وهو المدة.
وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة أئنكم بهمزتين وحجتهم أن الهمزة حرف من حروف المعجم كغيره من سائر الحروف جاز الجمع بينهما من غير تغيير كقوله أتمدونن بمال ولعلكم تتفكرون فجعلوا الهمزتين كغيرهما من سائر الحروف فافهم ذلك وقس وابن على هذا جميع ما يأتي في القرآن من هذا النوع من اختلاف القراء على ما بينت لك.